Dec 5, 2006

ما هو دافعك للنجاح؟


من المحتمل أن يكونوا مختلفين تماماً عن بعضهم، فهم يمثلون سمات شخصية ومواهب وقدرات مختلفة تميزهم. وفي الوقت نفسه من المحتمل أن يكون لهؤلاء الناجحين عدد من الصفات المشتركة.

فلربما يتمتع معظمهم بالروح الخلاقة، وهم يمثلون الرغبة في الإنجاز وتحقيق أشياء عظيمة. إنهم حاسمون يكيفون أفعالهم طبقاً للواقع والظروف. بعضهم يصل لقمة النجاح بسرعة وبذكاء، والبعض الآخر يسير ببطء وبتصميم في الطريق الطويل للإنجاز التدريجي حتى يصل إلى القمة. لكن رغم كل الاختلافات التي قد تلاحظها بين هؤلاء الناجحين، هناك صفة واحدة موجودة دائماً، وهي أنهم يستمدون الدافع من أنفسهم، فلا ينتظرون أن يخبرهم أحد بما ينبغي عليهم عمله، أو متى يعملونه، لأن اهتمامهم ورغبتهم لا تعتمدان على الظروف الخارجية أو الأشخاص الآخرين، بل لديهم الدافع الداخلي للإنجاز وللعمل وللنجاح، مما يجعلهم يواصلون الكفاح لأجل تحقيق الهدف، والاندفاع نحو التقديم والتنافس لبلوغ النجاح. ومن الواضح أنه أن كان كل الأشخاص الناجحين يستمدون الدافع من أنفسهم، فإن امتلاك هذه الصفحة هو أمر ذو فائدة عظيمة. فمن أين تنشأ هذه الصفحة؟ وهل هي صفة فطرية أم أنها مهارة يمكن تعليمها؟ هل يجب أن تكون اتجاهاً مستمراً طول الحياة، أم أنه يمكن تنميتها وتطويرها في أي سن؟
* ما هو دافعك؟قام علماء النفس وعلماء السلوك عبر الثلاث أو الأربع حقب الماضية بعمل مجموعة ضخمة من الأبحاث في مجال الدوافع، سعياً وراء معرفة ما يدفع الناس أو يحفزهم، وما إذا كان الدافع يمكن تقويته أو تكثيفه. وقد اتفقت جميع الأبحاث على أن أكثر الدوافع فعالية وتأثيراً هو الذي ينبع من نفس الإنسان. كما اتفقت في أن هذا يعتمد بصورة كبيرة على الاتجاه. فحيث أن الاتجاهات هي مجرد عادات فكرية؛ فإنه يتبع هذا أن الدافع الذاتي هو مهارة يمكن تعلمها، وأن أي شخص يرغب في توظيف الوقت والجهد لتنمية عادة فكرية جديدة، يمكنه أن يصبح ذاتي الدافع. إن الأداة أو الطريقة أو الإجراء الأكثر فاعلية في تنمية الدافع الذاتي هو أحد الأشياء المألوفة بالفعل لدينا من خلال استخدامه في الحياة العادية، ألا وهو أداة التأكيد، أو حديثك المشجع إلى نفسك.
* شجع نفسك دائماً:منذ عدة قرون، قال الفيلسوف العظيم أفلاطون لتلاميذه: "كن مسئولاً عن حياتك، فبإمكانك أن تصنع منها ما تريد." وجوته علم: "إننا نتاج تفكيرنا." وقال الإمبراطور والفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس: "حياة الإنسان تصنعها أفكاره" وقال المهاتما غاندي لتابعيه: يصبح الإنسان عادة، ما يؤمن أنه سيكون عليه." فإن عكفت على أن أقول لنفسي: إنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً معيناً، فمن الممكن أن ينتهي بي الأمر إلى أن أصبح فعلاً عاجزاً عن فعله، وعلى العكس من ذلك، فإن كان لدي الإيمان بأني أستطيع أن أفعله، فأني بالتأكيد سأمتلك القدرة على ذلك، حتى أن لم تكن لدي هذه القدرة في البداية. قال الفيلسوف وليم جيمس: "إن أعظم اكتشاف في جيلي هو أن البشر يستطيعون أن يغيروا من حياتهم بتغيير اتجاهاتهم الذهنية." وقال جيمس ألن في كتابه: "كما يفكر الإنسان" (Man Think Of As a) "أن الرؤية التي تعظمها، والهدف الذي تملكه على قلبك، هو ما ستبني حياتك به، وهو ما ستصبر إليه." لقد فهم الحكماء على مر القرون ضرورة بناء اتجاهات الثقة في نفسك بما يمكن أن تكونه، وما يمكن أن تصبح عليه.إن النموذج الحالي لشخصيتك وحياتك هو محصلة لكل التأثيرات التي تعرضت لها منذ ميلادك بالإضافة إلى ردود أفعالك ومشاعرك تجاه هذه الخبرات. فحديثك الذاتي إلى نفسك يعكس ردود أفعالك لما تعرضت له من خبرات في الماضي وحتى الآن، مبرمجة في عواطفك ومشاعرك. فلا يمكنك أن تفقد هذه البرمجة الماضية، ولكنك يمكن أن تضيف إليها، فالتكرار المستمر ينشئ قبولاً، ثم تصديقاً فتأكيداً.

No comments: